الاسكندرية مرة اخري....
قد يتعجب البعض و لكنها الحقيقة...اعرف أن البعض يعرفني بالاسكندرية...و بعض البعض يعرف الاسكندرية بي...
الصيف هذا العام كان استثنائيا... و حرمت من الاسكندرية رغما عني
فاللحظة كانت مشحونة تماما بما لا يحتمل... الصيف هذا العام جاء جحيميا
-1-
بلهث مفرط كنت استبق الخطو يوميا إلي المجهول...لبنان كانت المحور لكثير من أحاديث المقهي...لم نلتفت كثيرا إلي الفتيات رغم تنافسهن
الواضح في التعري... فاللحظة كانت مشحونة تماما كما قلت...
-2-
أيام قليلة... و سأذهب مرغما نحو العبث المسمي بالتجنيد... كم اكره تلك اللحظة...أشياء كثيرة تتوقف علي قرار من شخص لا اعرفه و
لا يعرفني و لكن كلانا متحفز للاخر... لا اعرف ماذا سيكون رد فعلي إذا حكم علي أن اضيع يوما واحدا من عمري في الخدمة العسكرية...
أعددت سيناريوهات عدة لتلك اللحظة
حتما... سأبحث عن كتاب تعليم كيفية الاستسلام في المعركة... لست مستعدا أن أموت دفاعا عمن يغتصبونني يوميا....و لتكن الخيانة هي
الثمن الذي سيدفعونه إذا أرسلوني بدلا من ابن احد الاثرياء إلي الخدمة العسكرية
-3-
انتهت الحرب... أو هكذا تبدو...فرحت كثيرا بما حققته المقاومة علي الارض في لبنان.. الكل يملك أسبابه للفرحة... و لكني أملك أسباب
الكل....
-4-
مازال الكابوس يطاردني... ماذا سأخبر جميلتي التي تنتظر خاتم الخطوبة في أكتوبر المقبل؟...لقد ادخرت ما يكفي للبدء في مشروعي
المرحلي الاعظم.. الزواج ممن احببتها دون ملل خمس سنوات كاملة-بالمناسبة هي تعرف 3 سنوات فقط أما أنا احتفظ لنفسي بسنتين من
العذاب الجميل-كيف لي أن اقنعها أو اقنعهم... رباه... أنت الملاذ...لقد وثقت بك تماما بعد كل ما حدث
-5-
فنجان قهوة ... و سيجارة محلية الصنع... و اطلالة أخري علي البحر ..يوم يخلو من الروتين المرهق و اللهاث وراء لقمة العيش و
الاخبار... هذا هو جل ما تمنيته في الاسبوعين الماضيين
-6-
عود علي بدء.. لتجديد العهود رهبة و رعشة... الجسد لا يحتمل مزيدا من الانفعال...مضي كثيرا علي فراقنا.. اعرف القليل عنها ...لكنه
القليل الذي يبقيني علي العهد صامدا...سأدق باب بيتها في أكتوبر المقبل كما وعدتها و ليكن ما يكون؟؟
-7-
لحظات و تشرق الشمس... جميلة شمس الاسكندرية.. لا تشعر بها و هي تتسلل إليك لتعلن يوما جديدا..
و لكنها ترسلني إلي السؤال ... و تقربني من بيتها و الزهور
حسنا سأخلد للنوم... فمن يعلم متي سيمكنني أن أري هذه الشمس مرة اخري؟