Thursday, July 27, 2006

هنـــا

سأعود يوما
لا شئ يهزم السكون سوي أناشيد القنابل
و الشمس كتبتني وصيتها الأخيرة للشروق
طال الرحيل
أبواب حارتنا قريبة
سأبدل الخطو ترانيم الصمود
كان الوطن فينا رسالة
اضحي الوطن فينا وجود
سأعود دوما في التفاصيل انبهار
الاغنيات الصادقات رفيقتي
البحر لونني ابتهالا و طقوس
سأكون عينا و دموع
سأعود قلبا و يدا
ستسجل الطلقات يوما مذهلا
و تثور كل الامنيات علي المسوخ
اليوم قد اضحي الوطن صورة رقيقة للوطن
سأعود يوما للذي كنته هنا
الأمنيات الضائعات علي الرصيف
و سطوع زهرات الخريف
بعض التفاصيل التي ادمنتها
و احتراف الإنتماء إلي االسؤال
الشمس عرفتني هنا
و هنا عرفت الانتحار إلي المدي
و هنا تلقيت الطعون
و هنا عرفت فحش اطعام البطون
سأعاود الكر انبهارا بالنسيم
و سأغزل الروح احترافا للمجيئ
فالليل يصنعني صمود
و الفجر يرسلني هنا....

Monday, July 17, 2006

وصية نبي

دثريني حبيبتي
و انزعي عني التفاصيل و مري
قد سئمت الإنتظار دون رب أو سماء
قد تعبت الاحتمال
و تنازعني الهوي
مر في قلبي نسيم فاحترقت
فاتبعت ألف وحي و حراء
و ابتدعت الاغتراب
والتجأت للرسالة و الجنون
دثريني
و ارفعي عني الهموم
مات في المحراب قلبي
و احترفت الانسحاب
سائرا نحو التفاصيل..هرمت
و تلحفت المآسي و الهزيمة و السكون
لا شئ يمسيني نبيا غير صمتي و الجنون
آه من صمت المراحل!! يا حبيبة
دثريني
نفضي عني غبار الأمنيات
إنني ماض إلي الكون ضغينة
و مواتا لا سكينة
و غروبا لا شروق
مات في روحي الصمود
و انثري جسدي رمادا فوق محراب الحقيقة
و اطلقي اسمي.... علي باب المدينة
دثريني
ساجدا في لحظة الموت الأخيرة
صامدا كي لا أقاوم طعنة الموت الأخيرة
قد نفذت من الذخيرة
و انتزعت عني نيشان الوجود
صامتا..
فالصمت يمسيني نبيا..
و وجودا عبقريا..
و احترافا للرحيل
اطعنيني
عندما أمسي سكونا
لونيني بالرمال
و اذكريني..
اخبريهم أنني كنت الرسالة و النبؤة
و رحيل الأمنيات الي الوجود
ميت دون الرسالة
ميت ملئ الصمود

Saturday, July 15, 2006

لا وقت للمنفي و أغنيتي..سنذهب في الحصار حتي نهايات العواصم

و حيفا من هنا بدأت
و أحمد سلم الكرمل
و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل
لا تسرقوه من السنونو
لا تأخذوه من الندى
كتبت مراثيها العيون
و تركت قلبي للصدى
لا تسرقوه من الأبد
و تبعثروه على الصليب
فهو الخريطة و الجسد
و هو اشتعال العندليب
لا تأخذوه من الحمام
لا ترسلوه إلى الوظيفه
لا ترسموا دمه و سام
فهو البنفسج في قذيفه
صاعدا نحو التئام الحلم
تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى
و تنفصل البلاد عن المكاتب
و الخيول عن الحقائب
للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح
أعطى خطبة الليمون لليمون
أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار
و السمك المجفّف
للحصى عرق و مرآه
و للحطاب قلب يمامه
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل
الطري و تذهبين إلى البنفسج
فاذكريني قبل أن أنسى يدي
… و صاعدا نحو التئام الحلم
تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك …
يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ
و يختفي المتفرجون على جراحك
فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !
و للفراشات اجتهادي
و الصخور رسائلي في الأرض
لا طروادة بيتي
و لا مسّادة وقتي
و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر
من حصان ضاع في درب المطار
و من هواء البحر أصعد
من شظايا أدمنت جسدي
و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل
أصعد من صناديق الخضار
و قوّة الأشياء أصعد
أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة
ينشدون :
صامدون
و صامدون
و صامدون
كان المخيّم جسم أحمد
كانت دمشق جفون أحمد
كان الحجاز ظلال أحمد
صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين
الأسيرة
صار الحصار هجوم أحمد
و البحر طلقته الأخيرة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسوم للفنان الشهيد ناجي العلي
الشعر لمحمود درويش من قصيدة أحمد الزعتر

Wednesday, July 12, 2006

أنا

أنا
يصحو من نومه
علي دقات الساعة
ساعة قلبه
ساعة هذا الوطن المدفون بكل خلايا الجسد الساذج
يلتمس طريقه إلي مرآته
يتعثر في أشلاء ملقاة في ليل البارحة الهائج
ينظر في المرآة
يبصر وجها ليس بوجه البارحة المثقوب
يدرك أن ثقوب الوجه
قد رتقها حلم
قد جال بباله
في ليل البارحة المزعج
يغسل وجهه
يرتدي عباءة ذاته
و يتمتم
-عجبا-
أنا
يتناول افطاره
في طبق الوطن المغسول بماء النيل
يبصر في هذا الطبق المغسول بماء النيل
وساخات ليست بقليلة
و ثقوبا ليست بصغيرة
أنا يتسأل-هل جف ماء النيل-؟
لا أعرف
فيتمتم
-عجبا-
أنا
يجلس امام التلفاز
يستمع إلي أخبار الوطن الضائع فيه
يستمع إلي الزيف المعلن
و يدخن سيجارة
يقدح مشروبا أسود
يصنع من هالات الدخان المتصاعد من صدره
كونا هو مركزه
و يتمتم
-عجبا-
أنا
ينزل
حيث الشارع
حيث الناس
حيث الكل
يلتمس الفرصة أن يتحدث إلي أحدهم
تزعجه علامات الاستفهام المرفوعة فوق رءوس الكل
ترعبه رايات السخرية المرفوعة باستهزاء معلن
يقتله الصمت
فيتمتم
-عجبا-
أنا
عائد تصحبه الحسرة
تركله ركلات الخيبة
يوصد قلبه خلف الباب المغلق
ينزع عن جسده أحلامه
و يعلقها خلف بقايا قلب موصد و جسد منزوع الأحلام
يأتيه زيف اخر من حيث لا يدري
يخبره أن الوطن الضائع فيه قد أمسي فتيا
أن الواقع قد أضحي ورديا
يدرك
أن الأبناء قد باعوا كفن الآباء
أن الأبناء تناسوا شراء رصاصات الثورة
و ابتاعوا أعواد الذل
و أن الكل
كل الكل أضحي صديقا لابن العم
أنا ينزع ما يتبقي فيه من انسان
يخلع عنه عباءة ذاته
يشتبك مع الذات
يشتمها
تركله
يجلدها
تهجره
و يمسي أنا بدون الذات
حيث المأساة جديرة أن تتآسي بمأساته
فيتمتم
-عجبا-
أنا ينظر خلفه
يبصره ضوء خافت
يأتيه من السنوات المتسكعة بعمره
يعكسه في الأرض ظلالا
كان هو مركزها
و لكن
أحد منها لا يعرفه
يدرك أن الزيف لصيق الظل المرسوم علي الأرض
فيتمتم
-عجبا-
أنا
يلتمس طريقه إلي مرآته
يتعثرفي أشلاء الذات الملقاة علي الأرض
ينظر في المرآة
يبصر وجه البارحة المثقوب
يدرك
أنه يحتاج لحلم
ليرتق هذا الثقب الغائر في الوجه
فينام
و يتمتم
-عجبا-
أنا
يصحو من نومه علي صرخات الذات
تخبره أن اللحظة قد حانت كي يلتحما بالكل
ينزلان
حيث الشاع
حيث النا س
حيث الكل
يجتلسان المقهي
ينتظران اللحظة
و يرقبان الكل
و الكل مشغول عنهم بالضحك و اللعب
أنا
يجلس امام التلفاز
يستمع إلي أخبار الوطن الضائع فيه
يستمع إلي الزيف المعلن
و يدخن سيجارة
يقدح مشروبا أسود
يصنع من هالات الدخان المتصاعد من صدره
كونا ليس له مركز
فيتمتم
-عجبا-

Saturday, July 01, 2006

فقراء مدينتنا

فقراء مدينتا حمقي
و أنا مضطر أن ازداد حماقة كي انعم بالفقر
سأزور مدينتنا بالليل
لا شئ يسافر عبر الليل سوي الأحزان
أنات الجوعي و العطشي
ولقد اتقني الجوع سبيلا للرحلة
فقراء مدينتنا سكاري
و أنا مضطر أن أثمل حتي اتذكر لون البحر
البحر بعيد
الشمس لا تعرف دربا غيره لمغيب
تحرقنا شمس مدينتنا
البحر مليئ بالأحلام
فقراء مدينتنا مساكين
تزعجهم بالليل الأحلام
فالحلم مصيره باب القهر
و الحلم جدير أن يرسلك رهينة إلي جلاد القصر
و القصر بعيد بعد البحر
و بيوتنا تسكنها حكايت
" جلاد القصر.. و سيوف العسكر و المنفي"
نحتار كثيرا كيف احترف الصمت سكون مدينتنا
يقتلنا الصمت
جلاد مدينتا داعر
يغتصب الحلم بورقة "كرتون" أو فرج
لم يبق بحارتنا عذاري
فحذار .. حذار .. من الجوعي
..و الفقر..
فقراء مدينتنا .. فقراء
لا تعرف يدهم غير الصبر سلاحا
وا لصبر يسافر فينا صمود
و الذكري تمنحنا القوة
" جلاد القصر.. سيوف العسكر و المنفي"
البحر قريب
و الحلم سيحملنا للقصر