Tuesday, August 15, 2006

لبنان... يا قبلة روحي

ليلة صيفية و لكنها لم تكن بحرارة هذه الأيام....
لم يكن قد مضي حينها شهران علي مذبحة قانا الأولي....
أنا و صديق لي - لم أعد أراه كثيرا هذه الأيام - كنا نفترش الرصيف مجلسا لنا....
عقارب الساعة تشير إلي منتصف الليل....
و الحديث يأخذنا بعيدا إلي الأحلام و المستقبل... لم نكن كبيرين في السن... لكننا كنا نحمل فوق كاهلنا من الاحلام ما يؤهلنا تماما لنموت مبكرا جدا من أمراض العصر كالضغط و السكر و غيرهما...
كنا بريئين تماما...
حسنا أعتقد إني لما اخلق لأبقي متعلقا بمكان ممل مثل هذا...عايز اسافر
هكذا أخذني الحلم يومها.. و هكذا أخبرت صديقي.. لم أكن ممن يتيحون الفرص للأخرين كي يسألوهم...فأتممت جملتي السابقة قائلا
عايز اسافر لبنان
حقا كان هذا هو الحلم وقتها و مازال.. لبنان... دائما ما ارتبط هذا الاسم عندي بالحرية و الجمال و الانطلاق...و لم اكن ممن يمكن ألا يحلموا بالحرية و يتبعوا الجمال ..
حسنا.. سأسافر...سأدبر المال و أسافر
هكذا قررت و لمن يعرفونني جيدا فأنا لاأجيد التخلي عن أحلامي أو التراجع في قراراتي...
و رغم صغر سني في هذا الوقت إلا انني نجحت في الالتحاق بعمل...و تقمصت دور رجل أعمال و نجحت في ابرام صفقتين..و بالفعل انا أملك الان 600 جنية مصري
لم يكن هذا بالمبلغ القليل... فبحسابات هذه الايام ..هذا المبلغ يساوي1300جنيه...
حسنا سأبدأ الجزي الثاني من الخطة...سأقنع أبي بفكرة السفر...و بالفعل بدأت المناورات..
أبي لم يكن ممن يعبأون كثيرا لأحلامي... لم نلتق يوما علي أرضية نقاش أو حوار... كنت أشك طيلة الوقت أنه يعرف أكثر مما يقول لنا.. و في بعض الاحيان كنت أشك أنه يجبرنا علي فعل عكس ما يحمل في نفسه من قناعات... ربما يخاف علينا من شئ ما.. لا أعرف..لكن الشئ الوحيد الذي أدين به لأبي أنه كان أول من القاني في بحور فيروز...كنت صغيرا تماما في هذه اللحظة...كنت علي عتبات سنة اولي ابتدائي..و آه من فيروز و بحورها
حسنا نعود مرة اخري إلي المناورات..لن أحاول أن أكون بطلا...فلقد تحطمت أحلامي تماما و هزمت هزيمة ألمرت علي إيد نصر الله...صدمني أبي بالواقع عن باسبورت.. و فيزا و أشياء من هذا القبيل...طبعا لم تكن برائتي الطفولية تدرك كل هذه الأمور المعقدة عن السفر... فكل ما كنت اعرفه أن فلانا جاء يقترض مالا من أبي ليسافر...إذن كل ما احتاجه للسفر هو المال.. و ها هو المال و لكنني لا استطيع السفر..رباه
مضت عشر سنوات كاملة و أنا معلق القلب نحو لبنان...لا شئ يسنيني عن الحلم سوي تصريح السفر من ادارة التجنيد... حسنا أيام قليلة و يتحدد موقفي التجنيدي .. و سأسافر
-2-
ليلة أخري صيفية...لم تكن هي الاخري بحرارة هذه الايام...
أجلس أمام شاشة الكومبيوتر...أقرأ بعض الايميلات..فلقد اشتركت مؤخرا بمجموعة بريدية شيقة...
تقع عيني علي ايميل مكتوب ان صاحبته تدعي رجاء شميل...حسنا الاسم يجد صداه داخلي...
تأكيدا لا اعرف رجاء .. و لكنني ربما اعرف شميل...ليس غريبا هذا الاسم...قليلون من اعرفهم يحملون هذا الاسم-و تأكيدا ليست معرفة شخصية-.. مزيد من الشغف ... مزيد من الحيرة
مرة أخري اجد الاسم علي شاشاتي... و تبدأ المراسلات بيننا... لبنانية عرفت الاسكندرية طويلا.... رباه...هذا هو القدر .. من منا يحمل الروحين معا؟ روح لبنان و الاسكندرية؟... من منا يقدر علي حمل الروحين معا؟؟؟
أعرف أني و بكثر من الفخر أحمل روح الاسكندرية الجميلة بداخلي... اعرف أني اشتاق الي لبنان..فهي الحلم و المصير
و ها أنا ذا أجد معجزتي... رجاء شميل..لبنانية بروح اسكندرية... رباه
-3-
ليلة صيفية أخري أشد حرارة من هذه الايام...
قبلة روحي لبنان تحت النيران الصهيونية.. مرة اخري...تلك أيام عصيبة حقا...
تحدثت مع رجاء ..حاولت أن اقدم لها دعما معنويا....فوجدتها هي الصمود و القوة و التحدي
وجدتها لبنان صغيرة...علمتني رجاء الصمود المطلق... كانت تأتيني رسائلها كبيانات صمود عسكرية...
جاتئني منها قصيدة تحيي فيها الكاتيوشا...و اهدت هذه القصيدة لأمها صاحبة ال86 عاما..الأم صامدة هي الاخري بلبنان.. و قد وعدت رجاء أن انشر قصيدتها للصمود... تحية إلي رجاء.. و بيروت
I dedicate this piece to my mother , 86 years old
stuck in the Lebanon...........
trying to reach the Damascus- Airport.
____________________________________________________
Katyousha !!
Go as far as you can
Go as far as victory ran
Go and tell them what we feel
Go tell them war is real
Katyousha
You maybe have no Bord-computer
You maybe are not so sophisticate, no laser
You maybe miss you target , by a bit
You maybe need not to be accurate ,
all of Israel is enemy
Katyousha !!
You are not paid by US-Tax-money
You are not designed in Harvard or MIT
You are not blessed by the Pentagon
You are not baptised by the Southern-babtist
Katyousha !!
I kiss the hands that made you
I kiss the hands that brought you
I kiss the hands that used you
Katyousha !!
Show then that destruction can also be share
Show then that Peace must be equally shared
Show then that misery must be shared in order to diminish
Show them that unilateralism is injustice
Katyousha !!
I love you......especially when you leave me
so quickly and so distantly.
Go Katy , go !!....... and do not come back
but should you come back , once ,
tell me then why Colonel Oliver North,
ever sold you.
Raja Chemayel

10 comments:

noran said...

انا مش عارفه اقولك ايه
انا عارفه انك اكيد من كلامك مع رجاء اكيد حاسس باللي بيحصل في لبنان اكتر من اي حد بيشوفه من مجرد شاشات التلفزيون
لكن تفتكر رد الفعل بتاع رجاء ده كويس يعني ماشي انا عذراها ومش هالومها واكيد طبعا مش ببرأ اسرائيل
لكن اظن ان اكبر انتصار لاسرائيل هو انها تنسينا قيمنا وان احنا نفتكر الحق لا يمكن يرجع الا بالكاتيوشا وان الغايه تبرر الوسيله وان القتل ممكن يكون مبرر
القتل لا يمكن ان يكون مبرر اظن انه انتصار انها تخلينا ننسي احلامنا ونقول ان السلام والانسانيه ده عالم وهمي
انا قولت ان انا عذراها وجدا لكن دي اغنيه لقنبله هتقتل بشر بغض النظر عملوا ايه ما ينفعش ناخد احنا قرار باننا ننهي حياة انسان
السلام وانسانية البشر لم ولن يفنوا
متهيئلي ده اكبر انتصار حققوه

Mamdouh Dorrah said...

noran
انتي شكلك فهمتي غلط
ده هي بتحييك الكاتيوشا و بتبوس الايد اللي عملتها
رجاء مرة قالتلي اها عارفة ان زي ما الصليبين انهزموا و مشيوا هي مؤمنة تماما ان الصهاينة هيغوروا في ستين داهية
و بعدين القتل مكتوب علينا طالما هو دفاعا عن الحق و العدل و الوطن و العرض...

saso said...

ما قبل قصيدة رجاء
قرر أبي من كام سنة كدةالسفر للأمارات -اعتقد - وسألنا جميعا - بوادر ديموقراطية لم تدم - لقيتني فجأة مش عارفة أرد علية
مش عاوزة امشي من هنا وبس ولحد النهاردة لما الدنيا بتضيق بارجع لنفس اليوم واسالني عاوزة اسافر
ودايما الاقيني بقول لا !!!! ما علينا
بما ان الحق مش عاوز ييجي غير بالكاتيوشا فلتحيا الكاتيوشا

Anonymous said...

كورتيكس..بلغ تحياتى لرجاء..وبالفعل لولا الكاتيوشا ما كانت قلوب اليهود اهتزت رعباا ولما خرجت مظاهرات الصهاينة واليهود وانفسهم تطالب بالسلام قال يعنى من حبهم فيه ..لكن بعد ما ذاقوا ما يذيقوه لغيرهم...الحق والعدل لا يتم الا بقوة تحميه لو كانت حتى هذه القوة صاروخ كاتيوشا محلى الصنع....حاول تسافر وتلف وتشوف حتتغير نظرتك للدنيا ...حتى لو تسافر وتتغرب داخل مصر ...صدقنى

tona said...

مش عارفه اقول ايه , صعب اوي لما تبقي الطريقه الوحيده اللي ترجع لنا حقنا هي نفس طريقة عدونا اللي بنقول عليها انها منتهي القذاره والبشاعه
الاصعب من سلب الحق هي تحويل طريقة تفكيرنا لنفس طريقة تفكير عدونا اننا نبقي بنفكر بمنطقه ونفس طريقته وده لوحده مؤلم , انك تدوس علي مبادئك عشان تعرف تاخد حقك دا قمة القهر .

Mamdouh Dorrah said...

EPITPH
اشكرك تماما و اقدر دعمك و روحك الجميلة

TONA
ميرسي علي مرورك الاول في مدونتي
بس أنا كنت عايز اوضح لك حاجة..النفس البشرية بالفطرة بيكره البشاعة و القذارة لكن علي رأئ المث اللي بيقول كتر البكي بيعلم القسيز
مش المطلوب منا اننا نفضل دايما احنا الطرف المفعول بيه..لازم يدوقوا من نفس الكاس..و افتكري دايما العين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم

SHAHRAZAD
ميرسي يا جميلة...أنا مبسوط أوي...الرسالة وصلت


SASO
فلتحيا الكاتيوشا...و يحيا الصمود

Mamdouh Dorrah said...

nada
انتي جميلة اوي

noran said...

انت عارف هو انا انفعلت اوي لما شوفت اغنيه للكتيوشا بس انا تراجعت لان النقد اللي كتبته ده مش في وقته ومش في مكانه ده مكانه لما يكون في خطف مدنين في قتل ليهم لكن حسن نصر الله قال من اول يوم انه مش بيحارب مدنين وان ده مجرد مقاومه للمعتدين صحيح في احلامي بيبقي نفسي المشهد الموجود في فيلم غاندي لما بيدخل الهنود علي عساكر الامن عندهم وبينضربوا صف ورا التاني من غير ماحد فيهم يرفع ايده لانهم شايفين ان حتي استرداد الحق لا يمكن يكون بالقوه كنت اتمني ان ده يكون مبدئنا لكن ماينفعش وزي ما قال تونا انك تغير مبادئك علشان تاخد حقك ده قمة القهر و لازال مبدأ العين بالعين مشروع
وعلشان كلامي ما يتفهمش غلط انا اكيد باكن كل احترم وتقدير للبنان ولحسن نصر الله طبعا زي زي مئات الالوف
ومتاكده ان نصر الله ما ارتكبش اي جرايم ضد المدنين وده واضح لكن كان نفسي ان استخدام القوه في الرد يكون حاله استثنائيه مش مبدأ

مـحـمـد مـفـيـد said...

والله ما لاقي حاجه اعبرك علي ما يحدث لي
احييك جدا علي البوست الجامد ده

Mamdouh Dorrah said...

محمد مفيد

شكرا يا نعم الاخ و نعم السند