الليل يزحف نحو القاهرة .... المشهد يتغير تماما .... مازلت أمارس رحلتي العبثية في الوجوه....مزيد من الالتفاتات للوراء لن تنقص
الموقف شيئا.... ربما تزيده نضارة .... علني أجد وجهي المنشود في الطرقات
-1-
أدم مازال هو الرفيق في هذه الرحلة .... المترو قد ضج كثيرا بصخب ضحكاتنا ... دقائق و نصل حيث يسكن أدم ... وجه اخر من المدينة .. ربما فاتني كثيرا إن لم امر هنا ... حسناعرفت الآن من أين أتي أدم بهذه الروح الجميلة ... تعرفت إلي أم أدم ... الروح النقية تماما ... لا يعرف وجهها الا الابتسام .... حسنا فلنطلق في اتجاه الشارع مرة اخري
-2-
حميمية مطلقة تلك التي تقابلها هنا حيث يسكن أدم ... المقهي ليس ببعيد ... صورة كلاسيكية تماما لمقهي بلدي ... كام اعشق هذه المقاهي
بعض الاصدقاء و فنجان القهوة و الشيشة اعادوني تماما إلي الاسكندرية ... قابلت سندباد احد اصدقاء أدم المدونين ... تقاربنا سريعا.... سندباد عرفته صورة مصغرة لرحلة طويلة تماما في الحياة... اغلبها يحمل المأساة طابعا ... سندباد ربما اعتبره اسما علي مسمي ... لكن الشئ الرائع فيه يبقي ابتسامته البائسة
-3-
لم أبق هناك وقت طويل... تبادلنا ارقام التلفونات ... بعض ابتسامات الوداع ... و صحبني أدم إلي محطتي الاخيرة.... من هنا سأقصد رمسيس طريقا للعودة
-4-
العودة ... لم تحمل الكلمة نفس الصدي الذي جائني في الصباح ... الطريق يحملني عبر القاهرة بعد منتصف الليل ... السحر اصبح يحمل طابعا خاصا هنا ... لم اعهد القاهرة جميلة هكذا ... ربما هي جميلة بالفعل أو ربما بدلت عيناي عيونا لا تري إلا الجمال ... لا يهم ... فلقد بدأت احب القاهرة بالفعل
-5-
اقترب الان من التحرير ... رباه ... عل وجهي هنا ... و هل من الوجوه من يسهر هكذا غير وجهي؟ .. الجو حميمي تماما في التحرير... فكرت اني قد ممرت من هنا كثيرا قبل هذا اليوم ...كيف اشعر بهذا الدفء هنا؟؟ و اه من هنا
مازلت اتفحص الرصيف بعناية ... علني اجدني هنا ... رباه
-6-
أمر نحو رمسيس ... فكرت كثيرا أن امضي ليلتي هنا حتي الفجر ... الامر يبدو مستحيلا ... اتصلت بأحد أصدقائي لأسأله كيف يكون المصير إذا لم اذهب للكشف الطبي؟.... اخبرني انه لا شئ غير أنا سأكون مضطرا لمقابلة تامر حسني في السجن... ضحكت كثيرا و فزعت فكم امقت تامر حسني... لا يا عم الجيش ارحم علي الاقل الواحد هيعرف رجالة.... ضحكنا .. و مضي صوت الصديق بعيدا ... و مضيت أنا لعبثي مرة اخري
-7-
الثالثة صباحا ... رمسيس يرفض النوم ... حركة جميلة تملأ المكان ... مقهي جانبي و فنجان قهوة و شيشة علني املأ فراغ اللحظات المتبقية علي الرحيل ... كم ابغض الرحيل الآن .. أحس أن الجنة ليست بعيده عن هنا ... ربما يفصلني عن الجنة بضع ساعات اخري ... ربما يحملني الانتظار إلي وجهي الذي لم أراه من قبل
-8-
الرابعة صباحا ... مازلت اتلكأ في شرب قهوتي التي اعياها انتظاري هي الاخري ... ربما شعرت للمرة الأولي أن هناك من ينتظرني في مكان ما هنا لأقبله قبلة الوداع و الرحيل إلي المجهول
-9-
الرابعة و النصف فجرا... الطريق ممتد أمامي إلي الاسكندرية... اتحسس جسدي ربما سلبتني القاهرة شيئا ما ... ذهبت إليها باحثا عن وجهي الاخر... فضعت من الوجهين هناك